أخبار عاجلة
/ / خاص| المدرب الوطني هو الخيار الأسوأ للمنتخب المصري!

خاص| المدرب الوطني هو الخيار الأسوأ للمنتخب المصري!

انتهى المسلسل المونديالي الذي عاشه المصريون على مدار عامين بنهاية دراماتيكية حزينة شهدت خسارة تاريخية أمام المنتخب الغاني بهدف لستة في كوماسي وفوز شرفي للفراعنة في القاهرة بهدفين لهدف لم يغير من الوضع شيئاً، وأصبح اختيار خليفة المدرب السابق الأميركي بوب برادلي هو الشغل الشاغل للمسؤولين عن الكرة في مصر، وحديث الساعة في الشارع الرياضي المصري.

فشل برادلي في قيادة الفراعنة للتأهل للمونديال بفضيحة غانا التاريخية زاد من إيمان المصريين بضرورة الاستعانة بالمدرب الوطني، وذلك بالنظر إلى الإنجازات الدولية التي حققها المدربون الوطنيون لمصر على مدار التاريخ مقارنةً بنظرائهم الأجانب، لكنه حصرهم في وضع فكري عفى عليه الزمن وهم لا يدركون.

فعلى مدار التاريخ لم يستقدم المسؤولون عن الكرة في مصر مدرباً أجنبياً يحمل اسماً كبيراً أو متوسطاً على أقل تقدير في عالم التدريب العالمي لقيادة الفراعنة، واقتصرت جميع الأسماء التي تناوبت على ترأس العارضة الفنية للمنتخب المصري على التصنيفات الرابعة والخامسة لمدربي العالم، وهو ما ترجمته النتائج المخيبة لهم على مدار التاريخ، وفسر لنا ببساطة أسباب فشل تجربة المدرب الأجنبي مع الكرة المصرية على صعيد المنتخبات.

وبالرغم من أن المدربين الوطنيين كانت لهم نجاحات مع المنتخب المصري على الصعيد القاري والدولي، إلا أن تغير أساليب كرة القدم في العالم، وتطور الكرة الافريقية بشكل كبير يجعلنا نؤكد أن القاعدة باتت غير ثابتة، وأن النظرة الضيقة لها لابد أن تتغير، لأن مواكبة التطور بات شيئاً هاماً للمصريين الذين مازالوا يعيشون على أنغام الماضي لدرجة أنهم أصبحوا لا يمتلكون غيره.

فإذا نظرنا للخيارين الوطنيين المطروحين على الساحة الآن لقيادة الفراعنة وهما شوقي غريب وحسام البدري سنجد أنهما غير مؤهلين على الإطلاق لتولي المسؤولية في الوقت الحالي، وهذا ليس تقليلاً من شأنهما، لكنه الواقع الذي يؤكد أنه من غير المعقول أن يتم استبعاد حسن شحاته الذي حقق إنجازات قارية لمصر لن تتحقق مستقبلاً تحت أية ظروف وذلك لفشله في المقام الأول في التأهل للمونديال، ثم نأتي بعد عامين لنستقدم مساعده الذي عاصر فشله أيضاً في المهمة المطلوبة!

وليس هذا كل شيء بل أن المتتبع للسيرة الذاتية لشوقي غريب سيجد أن إنجازه الوحيد على الصعيد التدريبي كان مع منتخب الشباب بحصوله على ميدالية برونزية في مونديال الشباب لعام 2001، وبالرغم من أنه إنجاز لا يمكن لأحد التقليل منه لكن يبقى في حجمه الطبيعي على صعيد الفئات الشابة، لأنه ماكان سيتكرر لو أن الحدث كان في مسابقة للأكابر، أما على صعيد الأندية فإن آخر فريق تولى مسؤوليته الفنية شوقي غريب وهو الإسماعيلي خرج من نصف نهائي كأس مصر التي لم يُشارك فيها العديد من الفرق الكبيرة، ومن قبله سموحة الذي برغم أنه يضم العديد من اللاعبين الكبار إلا أنه غريب فشل في تقديم نتائج طيبة معه، وقيادته على الأقل للمربع الذهبي في الدوري المُلغى.

أما الخيار الآخر حسام البدري فإنه ليس لديه أية خبرات تدريبية على صعيد المنتخبات وقضى أغلب مسيرته التدريبية كمساعداً لمانويل جوزيه البرتغالي بالنادي الأهلي، قبل أن يتولى المسؤولية الفنية للمارد الأحمر ويُحقق معه بطولة محلية وبطولتين افريقيتين واحدة بعصبة الأبطال والثانية في كأس السوبر، ومركز رابع اعتاد عليه الفريق في مونديال الأندية.

وإذا تمعنا جيداً في عقلية حسام البدري كمدرب فإننا لن نجدها مختلفة بشكل كبير عن عقلية الأميركي بوب برادلي المدرب السابق للفراعنة من حيث اختيارات اللاعبين التي شهدت سخطاً جماهيرياً وإعلامياً عليه، فميل البدري إلى العناصر الشابة يجعله أحياناً يُغامر بهم "دون خبرة" على حساب الخبرات، وهو ما اتضح لنا طوال مسيرته كمديراً فنياً، والتي عرفت الكثير من المشاكل مع اللاعبين الكبار بسبب معاملته السيئة لهم، وبالرغم من أن إدارته الفنية للمباريات تبدو أفضل كثيراً من برادلي، لكنها قد لا تخدمه في مشواره مع المنتخب المصري، نظراً لعدم اكتمال الخبرات الكافية لديه التي تجعله يستطيع أن يُوظف إدارته الفنية الجيدة للمباريات مع اختيار جيد للعناصر التي ستُنفذ المهام المطلوبة.

وعلى إثر ذلك، فإن المدرب الأجنبي يبقى الخيار الأنسب للمنتخب المصري في الوقت الحالي، خاصةً وأنه سيكون هناك متسع من الوقت كاف لتأقلمه مع المنتخب إن كان غريباً عن الكرة المصرية..

وعن وجهة نظري المتواضعة، فإنني أؤيد وبشدة إسناد المهمة للبرتغالي مانويل جوزيه المدرب السابق للنادي الأهلي، فهو على دراية تامة بالكرة المصرية، ونجاحاته مع الأهلي لا تعد ولا تحصى، وإن كان هناك بعض "المغيبين فنياً" يرون أنه لم يُحقق نجاحات خارج مصر فإنني لا أراها مشكلة، فالمطلوب في هذا الوقت مدرب لديه دراية بالكرة المصرية، ولا يوجد مدرباً أجنبياً على الساحة لديه دراية بالكرة المصرية أفضل من جوزيه، إذاً لماذا نبحث عن إنجازات خارجية! بالرغم من أن برادلي الذي نجح مع المنتخب الأميركي ولديه إنجازاً خارجياً فشل مع المنتخب المصري!

وبغض النظر عن جوزيه، فإن هناك العديد من المدربين الأجانب الذين لديهم خلفية عن الكرة المصرية والافريقية على غرار مدرب سان جورج الاثيوبي الألماني مايكل كروجر الذي حقق طفرة مع الفريق الاثيوبي ولديه خبرة مع الكرة المصرية بما أنه سبق وأن درب فريق المقاولون العرب، وبالرغم من أن سجله التدريبي ليس حافلاً بالإنجازات لكنه شخص يستحق الرهان عليه..

في الآخير يبقى على اتحاد الكرة المصري التفكير في المدرب القادم للفراعنة بوعي وبفكر مستقبلي، لأن هناك بطولة للأمم الافريقية تنتظر الفراعنة في المغرب 2015 "إن قُدر لهم التأهل لها" سيتعين عليهم خلالها الظهور بشكل يُعوض إخفاقهم الآخير، وإلا فإنهم سيجدوا أنفسهم مضطرين للعودة من جديد إلى نقطة الصفر، والبحث عن مدرب جديد أو الإبقاء على مدرب قد يُزيد من أوجاعهم المونديالية!

عن الكاتب :

فقرة مختصرة عن الكاتب
الموضوع السابق :إنتقل إلى الموضوع السابق
الموضوع التالي :إنتقل إلى الموضوع القادم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق