أوقعت قرعة مونديال 2014 في البرازيل التي جرت اليوم الجمعة المنتخب الجزائري مع المنتخب البلجيكي والمنتخب الروسي والمنتخب الكوري الجنوبي.
وخلفت تلك القرعة ارتياحاً كبيراً في الشارع الرياضي الجزائري الذي اعتبر أن الخضر وقعوا في المجموعة الأخف ضرراً بين المجموعات الثمانية.
قد يكون هذا صحيحاً مقارنة بباقي المجموعات، لكن الواقعية تؤكد أن المنتخبات الثلاثة التي وقعت مع الخضر بالمجموعة الثامنة لا تقل قوة عن منتخبات آخرى كان يخشاها الكثيرون.
فالمنتخب البلجيكي قدم أفضل عروض له في التصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال منذ زمن، وربما هذا يعكس الطفرة الهائلة التي تعيشها الكرة البلجيكية بالآونة الآخيرة، وهو مايجعله مرشحة للذهاب بعيداً في المونديال وليس فقط للتأهل عن تلك المجموعة، والحال نفسه ينطبق على المنتخب الروسي الذي يُفاجئنا من فترة لآخرى بنتائج طيبة تؤكد أنه اسم يستحق الذكر بين الكبار، وحتى المنتخب الكوري الجنوبي الذي قد يعتبره البعض الاسم الأقل شأناً بين رباعي المجموعة فهو أحد أكبر الأسماء العملاقة في قارته الآسيوية، إضافةً إلى كونه اسم معتاد تواجده في المونديال، ويمتلك لاعبين مميزين لديهم خبرات مونديالة ودولية تجعل حظوظهم في التأهل متساوية مع باقي منتخبات المجموعة.
ربما الأمر الملفت للنظر في المنتخبات الثلاثة المنافسة للخضر هو أن السرعات هي العامل المشترك المميز بينهم، وهو الأمر الذي قد يُعاني منه أبناء وحيد حاليلوزيتش كثيراً لا سيما على مستوى الخط الدفاعي الذي لم ينل استحسان الجميع في مباريات التصفيات برغم التأهل، وذلك لمردوده المتدني.
فنياً لا يقل المنتخب الجزائري قيمة عن منافسيه الثلاثة خاصةً وأن لديه لاعبين يمتلكون خبرات أوروبية مكتسبة قد لا تجعلهم يتأثرون برهبة المونديال بالرغم من أن أغلبهم سيُشارك للمرة الأولى، كما أن الارتياح النفسي للتواجد في هذه المجموعة سيجعل اللاعبين يؤدون بنوع من الثقة المطلوبة في مثل هذه المباريات الكبيرة، وتبقى المشكلة الدفاعية هي الأزمة الوحيدة التي سيتعين على المدرب البوسني النظر لها بعين ثاقبة خلال الفترة التي ستسبق انطلاق المونديال البرازيلي.
حاليلو لا يعي ما يقول!

لا أُخفيكم سراً استفزني جداً تصريح الناخب الجزائري وحيد حاليلوزيتش بعد القرعة الذي قال فيه أن الجزائر لن تذهب إلى البرازيل للسياحة، واعتبره بدوري تصريح غير مسؤول.
حاليلوزيتش وقبل الكان الآخيرة التي خرج فيها الخضر من الدور الأول قال نفس التصريح ونفس الكلمات، وأكد أنهم لن يذهبون للسياحة، وكانت الفاجعة بخروج من الدور الأول، وحتى في الكان كان هذا التصريح مقبولاً بعض الشيء، لكن عندما يتعلق الأمر بمحك عالمي كالمونديال قد لا نقبل أن يتعشم الجزائريون بشيء غير واقعي خاصةً وأن القرعة ليست سهلة كما يتخيلها البعض، كما أن حاليلوزيتش وضع على عاتقه مسؤولية مضاعفة بهذا التصريح الذي قد نُذكره به بعد المونديال.
فالحقيقة ان جميع المنتخبات التي لا تُنافس على لقب المونديال أو لا تتطلع لتحقيق شيئاً كبيراً تُشارك فيه من أجل الاستمتاع والإمتاع، ويحرص أغلب مدربيها على عدم وضع ضغوط نفسية على لاعبيه في هكذا محك عالمي، لكن حاليلو وكما اعتدناه لا يُبالي بما يقول.
وعلى كل حال وبمنتهى الواقعية لابد أن نؤكد في الختام أن الخضر حققوا الشيء الأهم ونجحوا في بلوغ المعترك العالمي الأشهر في العالم، ومهما كانت نتائجهم في المونديال فكفاهم شرفاً بلوغه للمرة الثانية على التوالي والتواجد بين أفضل منتخبات العالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق